iqraaPostsStyle6/recent/3/{"cat":false }

العلم في جامع الفقهاء

تاريخ النشر: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة

د . ضيف الله مهدي                                   

اليوم الجمعة الموافق ٢٨ صفر من عام ١٤٤٧هـ ، كانت خطبة الجمعة في جامع الفقهاء في بيش وبقية مساجد المملكة عن العلم وفضله وطلبه وقد أبدع الخطيب الشيخ حسن بن يحيى الأعجم وتحدث عن العلم والعلماء وفضل تعلم القرآن الكريم والعلوم الشرعية وسائر العلوم الأخرى ووجه نصائحه وحديثه للطلاب كما وجه نصائحه في الخطبة الثانية للمعلمين ، وأثنى على المعلمين كثيرا وفي الخطبتين استشهد بآيات من الذكر الحكيم وأقوال سيد الأنبياء والمرسلين عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام وكذلك أقوال الحكماء والشعراء .. وفي مثل هذه الأيام من العام الماضي ١٤٤٦هـ كانت خطبة الجمعة في يوم ١٢ صفر عن العلم وتلقي العلم وفضل العلم والعلماء وقد علقت يومها بموضوع سنوات دخول المدرسة ومراحل النمو والفروق الفردية بين التلاميذ .. إلخ.

أما اليوم فتعليقي على الخطبة هي كلمتي التي كنت ألقيها حينما أزور المدارس الابتدائية في الأسبوع التمهيدي والتي أقول فيها :

" الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه أجمعين  .. ثم أما بعد أحييكم جميعا زملائي المعلمين وإخواني أولياء اﻷمور وأبنائي الطلاب بتحية اﻹسلام الخالدة .. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . نحن في اﻷسبوع التمهيدي لاستقبال التلاميذ المستجدين وقد أعد المرشد الطلابي برنامجا لهذا اﻷسبوع ويشاركه عدد من معلمي المدرسة . أخوتي اﻷفاضل كل واحد لاشك يتذكر أول يوم درس فيه وكيف حالة كل تلميذ منه فرح ومسرور ومن هو قلق خائف ومن هو متردد وهذا .. والتلميذ الذي جاء للمدرسة يقتفي أخوة له يختلف عن تلميذ ليس له أخوة قد سبقوه في المدرسة .. هناك فروق فردية بين التلاميذ رغم أنهم تقريبا في مستوى ذكاء واحد . هم اﻵن في مرحلة الطفولة المتوسطة وهنا يبدأ التآزر العقلي الحركي العضلي في النمو وترون كيف كل تلميذ يمسك بالقلم حسب قدرته ونمو عضلاته .. هناك حروف سهلة كتابتها على الطفل وهناك حروف صعبة فاﻷلف كتابته أسهل من كتابة الباء والباء أسهل من كتابة الجيم ومع النمو لعضلاته وتآزرها سيصبح كل الحروف سهلة عليه .. لا تستعجلوا ولا تقارنوا ولا تستغربوا أن يحفظ طفل الفاتحة في عشر دقائق بينما آخر يحتاج ربع ساعة وآخر نصف ساعة لأن هناك فروقا فردية بين التلاميذ رغم أن النمو العقلي والذكاء متقارب .. كل واحد منكم إخواني أولياء اﻷمور جاء بإبنه ليدرس ولكن غير عاده ماذا سيكون في المستقبل ولذا أقول لكم من اليوم أعدوهم من أراد ابنه طبيبا ومن أراده قاضيا ومن أراده مهندسا وهكذا فليخاطبه من اليوم وأضرب لكم أمثلة من الماضي والحاضر كيف كان دور اﻷب واﻷم والمعلم في توجيه الطالب ليكون في مهنة معينة .. الدكتور والعالم المصري أحمد زويل الذي مات قبل عدة سنوات في أول يوم ذهب للمدرسة رجع فوجد أمه كاتبة على باب غرفته غرفة الدكتور أحمد زويل كبرت هذه الكلمة في ذهنه ونفسه معه حتى حققها .. زميل لي كان يدرس معي بالمرحلة المتوسطة وكان أستاذ مصري دائما يغرس في نفسه أنه بيكون طبيبا وهاهو طبيب إستشاري في مستشفى أبها الخاص والأستاذ بكلية الطب في جامعة الملك خالد إنه البروفيسور ناصر فقيه . وطالب في المعهد العلمي بصبيا يقول له المعلم أنت جلستك وشخصيتك شخصية مذيع وهاهو من أفضل المذيعين في إذاعة الرياض إنه يحيى بن ناصر الصلهبي .. ومن الماضي اﻹمام شمس الدين الذهبي  لم يكن في البداية رجل علم وإنما كان تاجر مع أبيه ولكن رجلا رأى خطه الجميل فقال والله هذا الخط لا يملكه إلا أهل الفقه والسنة فغيرت هذه الكلمة مجرى حياته والتحق بحلقات العلم والذكر وأصبحت كل مكتبة تحوي مؤلفات اﻹمام الذهبي . اﻹمام أحمد بن حنبل رحمه الله نشأ يتيما فاعتنت به أمه وكانت تذهب به للمساجد وحلقات الذكر فحفظ القرآن وهو في الرابعة من عمره وقيل في السابعة وكانت تغرس في نفسه أنه سيكون عالم اﻷمة وفعلا تحقق ذلك .. أخوتي ذكرت لكم نماذج وهناك الكثير لذا أعدوا أبناءكم من اليوم وإذا غرستم ذلك وكبروا ورغبتهم يحققوها فلا تعارضوهم وكذلك بناتكم لا تخاطبوا البنت يا دكتورة من اليوم ولما تكبر وتريد تحقيق ذلك رفضتم بحجة اﻹختلاط وما سواه .وعليكم التعامل معهم بلطف وحنان وحب واقتدوا بنبيكم عليه الصلاة والسلام في تعامله مع اﻷطفال .. وفي كل بيت يحدث الخصام والنزاع بين اﻷب واﻷم فلا تتخاصموا أمامهم واختاروا الوقت المناسب في غيابهم للمناقشة والحوار والعتاب .. 

أيها الأخوة أولياء الأمور والمعلمون .. ابتعدوا عن الألفاظ التي تكسر وتحطم نفس الطفل مثل : يا غبي ، يا حيوان ، يا وسخ ، يا فاغر وغيرها من الجمل السلبية واستبدلوها بالكلمات الجميلة التي ترفع من معنويات التلاميذ .. أخيرا : لا تتحدوا هؤلاء الأطفال بالمسائل الصعبة والجمل التي لا يستطيعون حفظها ولا بكلمة (لن تنجحوا ) أتمنى لكم ولأبنائكم حياة سعيدة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

شارك المقال على مواقع التواصل

قد تُعجبك هذه المشاركات

6791826968527391403

البحث